مولودية الجزائر يتعاقد مع موكوينا وقصة خلافه مع مدرب بلوزداد تعود

منذ ٣ ساعات ٦

أعلنت إدارة مولودية الجزائر، أمس الأحد، تعاقدها الرسمي مع المدرب الجنوب أفريقي رولاني موكوينا (38 عاماً) ليتولى الإشراف على الجهاز الفني للفريق الأول خلفاً للتونسي خالد بن يحيى (65 عاماً)، الذي غادر الفريق مباشرة بعد التتويج بلقب الدوري المحلي الموسم الماضي وللمرة الثانية توالياً، واكتفى النادي العاصمي بنشر صورة للمدرب الجديد عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، دون أن يكشف عن مدة العقد أو قيمته، مشيراً فقط إلى بداية مرحلة جديدة.

وحصل "العربي الجديد"، الاثنين، على معلومات خاصة من مصدره داخل نادي مولودية الجزائر، فضّل عدم ذكر هويته، تُفيد بأن رولاني موكوينا وقّع عقده إلكترونياً بعد مفاوضات مطوّلة، تخللتها خلافات مالية وتنظيمية، قبل أن تُحسم الأمور نهائياً، في انتظار وصوله إلى الجزائر رفقة اثنين من مساعديه خلال الساعات القادمة. ويُضيف المصدر أن المفاوضات بين مولودية الجزائر والمدرب السابق للوداد المغربي لم تكن سهلة، إذ طلب الجنوب أفريقي راتباً إجمالياً قدره 75 ألف يورو شهرياً يشمل مساعديه، في حين عرضت إدارة المولودية مبلغاً لا يتجاوز 60 ألف يورو، وبعد شد وجذب دام أياماً، توصل الطرفان إلى اتفاق وسط دون الكشف عن تفاصيله النهائية. كما واجهت المفاوضات عقبة إضافية تمثلت في العقد الموحد الذي يفرضه الاتحاد الجزائري لكرة القدم على الأندية، والذي تطلّب دراسة قانونية دقيقة من محامي المدرب قبل الموافقة عليه.

ويُنتظر أن يُشكّل تعيين رولاني موكوينا منعطفاً كبيراً في مشروع مولودية الجزائر، الطامح للحفاظ على هيمنته المحلية وتعزيز حضوره القاري في دوري أبطال أفريقيا، لا سيما في ظل التجربة الثرية التي يتمتع بها المدرب الشاب مع ناديي صن داونز الجنوب أفريقي والوداد المغربي. لكن هذا التعيين يكتسي أيضاً طابعاً خاصاً على الصعيد المحلي، باعتبار أن موكوينا سبق له العمل مساعداً للألماني جوزيف زينباور (55 عاماً)، المدرب الحالي لنادي شبيبة القبائل، حين كانا معاً في الجهاز الفني لنادي أورلاندو بيراتس، كما دخل موكوينا في صراع علني شهير مع المدرب الحالي لنادي شباب بلوزداد سعد راموفيتش (46 عاماً)، خلال فترة تدريبه في جنوب أفريقيا، وهي المواجهة التي وصلت في بعض محطاتها إلى ساحات القضاء، ما ينذر بصراع فني متجدد بين قطبي العاصمة الجزائرية في المواسم القادمة.

وسبق لموقع "كي كوف" الجنوب الأفريقي أن نشر تفاصيل الخلاف الشهير بين موكوينا وبين الألماني ذي الأصل الصربي سعد راموفيتش، وهذا يعود إلى الموسم الكروي 2023-2024 حين كان الأول مدرباً لصن داونز والثاني يشرف على تي إس غالاكسي. وشهدت مباريات الفريقين توتراً غير مسبوق، وصل حد التلاسن الإعلامي، وتبادل الاتهامات، وادعاءات بالتهديد، وحتى رفع قضايا في المحاكم. ووصفت وسائل إعلام جنوب أفريقية الصراع بين الطرفين حينها بأنه أشد من الديربي، في إشارة إلى طابعه العدائي والعاطفي الكبير.

وصرّح راموفيتش مراراً بأن موكوينا "مدرب كاذب" و"مفتعل للمشاكل"، بينما اتهمه الأخير بتحريض لاعبيه على اللعب بخشونة وتعمد إصابة نجوم صن داونز، وفي إحدى المباريات، تدخلت الشرطة للفصل بين الطاقمين الفنيين بعد صافرة النهاية. واليوم، وبعد أن اجتمع المدربان مجدداً في الجزائر، ولكن على رأس الجاهزين الفنيين لأكبر ناديين في البلاد حالياً، يُتوقع أن تتجدد فصول هذا الصراع في الديربيات القادمة، خاصة مع تصاعد التنافس بين المولودية وبلوزداد خلال المواسم الأخيرة على زعامة الكرة الجزائرية.

وتُعول جماهير مولودية الجزائر كثيراً على خبرة موكوينا القارية وخلفيته التكتيكية، من أجل مواصلة حصد الألقاب محلياً، والذهاب بعيداً في دوري الأبطال، بعدما بلغ الفريق ربع النهائي في نسخة الموسم الماضي. ولا يبدو أن التحديات التي تنتظر رولاني موكوينا مع مولودية الجزائر تقتصر فقط على الملعب، بل تشمل أيضاً الدخول في حرب تكتيكية ونفسية قد تعيد إلى الأذهان أكثر فصول التنافس إثارة في تاريخ الدوري الجزائري. وسيسعى المدرب الشاب من خلال هذه التجربة الجديدة إلى إعادة بعث مسيرته التدريبية، بعد تجربة لم تُكلّل بالنجاح مع نادي الوداد المغربي، إذ غادره بعد أشهر قليلة عقب الفشل في التأهل إلى المسابقة القارية، كما يُعد من أصغر المدربين الذين أشرفوا على أندية كبيرة في القارة، واشتهر بنظرته الحديثة في العمل التكتيكي.

قراءة المقال بالكامل