السلطات السورية تغلق مقرات جبهة البوليساريو في دمشق

منذ ١ شهر ٢١

قررت السلطات السورية إغلاق المقرات التي كانت تشغلها جبهة البوليساريو في العاصمة دمشق، في تحول لافت بالموقف السوري من قضية الصحراء، وخطوة تؤشر على إتمام مسار عودة العلاقات بين البلدين. وبحسب ما أفادت به وكالة الأنباء المغربية الرسمية، جرى تأكيد قرار السلطات السورية خلال زيارة البعثة التقنية المغربية المكلفة بالتحضير لإعادة فتح سفارة المملكة المغربية بدمشق، مشيرة إلى أن بعثة مشتركة، تضم مسؤولين مغاربة ومسؤولين سوريين كباراً، انتقلت اليوم الثلاثاء إلى عين المكان لمعاينة الإغلاق الفعلي لمكتب البوليساريو في دمشق.

وقالت الوكالة إن السلطات السورية جددت من خلال هذه الخطوة تأكيد "التزامها باحترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة، رافضة أي شكل من أشكال الدعم للكيانات الانفصالية"، معتبرة أنها "تعكس أيضاً الإرادة الراسخة لدى سورية لتقوية تعاونها الثنائي مع المغرب وتعزيز الاستقرار الإقليمي". ويأتي إغلاق السلطات السورية مقرات البوليساريو في دمشق بعد أيام من إعلان العاهل المغربي، الملك محمد السادس، في خطاب وجهه إلى القمة العربية الرابعة والثلاثين التي انعقدت يوم 17 مايو/أيار الجاري ببغداد، عن قرار إعادة فتح سفارة المملكة المغربية بدمشق المغلقة منذ 2012.

وقال محمد السادس في خطابه إن إعادة فتح السفارة يأتي "تجسيداً لموقف المغرب التاريخي الثابت، والمتمثل بدعم ومساندة الشعب السوري الأبي لتحقيق تطلعاته في الحرية والأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة التراب السوري والسيادة الوطنية". ومنذ نجاح الثورة السورية بإطاحة نظام بشار الأسد، في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، ساد الترقب السياسي في المغرب انتظاراً لما سيؤول إليه مسار العلاقات بين دمشق والرباط، في ضوء الاتصالات التي جرت بعد قدوم الحكومة الجديدة، وذلك بعد سنوات من القطيعة والخلاف خلال عهد النظام السابق.

وأشر إعلان المغرب إعادة فتح سفارته في سورية، بما يعنيه من تفعيل للتعاون الدبلوماسي والسياسي، على حصول تقدم على مستوى عدد من الملفات التي كانت تلقي بظلالها على مستقبل العلاقات الثنائية، وخطوة لبداية تجاوز البلدين لخلافات الماضي. وبحسب محللين مغاربة، فإن مستقبل العلاقات بين الرباط ودمشق اعتمد بدرجة أولى على تعاطي الحاكمين الجدد في سورية مع ملف الصحراء الذي يشكل "بوصلة السياسة الخارجية للمغرب والنظارة التي ينظر بها إلى العالم"، على حد تعبير العاهل المغربي في خطاب سابق له. وشكلت قضية الصحراء منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي عنواناً بارزاً لتوتر العلاقات بين الرباط ودمشق، حين اصطف رئيس النظام السوري الراحل حافظ الأسد مع ليبيا والجزائر في بدايات إنشاء جبهة البوليساريو.

قراءة المقال بالكامل