السعودية تتجه لخفض أسعار النفط ليوليو إلى أدنى مستوى في 6 أشهر

منذ ١ شهر ٥٥

قالت شركات تكرير إنّ السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، قد تخفض أسعار خامها للمشترين الآسيويين في يوليو/ تموز إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر، وذلك في أعقاب الخسائر التي لحقت بالأسعار القياسية بفعل زيادة المعروض من أوبك+، وبلغ سعر خام برنت اليوم الأربعاء، نحو 64.56 دولاراً للبرميل. وانخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في أربع سنوات في إبريل/ نيسان إلى أقل من 60 دولاراً للبرميل بعد أن قالت أوبك+ إنها ستزيد وتيرة الإنتاج في مايو/ أيار، وسط مخاوف حيال تراجع الاقتصاد العالمي؛ بسبب السياسة التجارية الأميركية.

وقالت أربعة مصادر في قطاع التكرير بآسيا، في استطلاع أجرته وكالة رويترز، إنّ سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف الرائد لشهر يوليو/ تموز قد ينخفض 40 إلى 50 سنتاً إلى ما بين 90 سنتاً ودولار واحد للبرميل عن الشهر السابق. وأظهرت بيانات "رويترز" أنّ مثل هذا الخفض سيضع سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف في يوليو عند أدنى مستوياته منذ يناير/ كانون الثاني. وعادة ما تصدر أسعار الخام السعودي في الخامس من كل شهر تقريبا، وتحدد اتجاه أسعار الخام الإيراني والكويتي والعراقي، مما يؤثر على نحو تسعة مليون برميل يومياً من الخام المتجه إلى آسيا.

وبالنسبة للدرجات السعودية الأخرى، أظهر المسح أنه من المتوقع أن تنخفض أسعار الخام العربي الخفيف جداً والخام العربي المتوسط والخام العربي الثقيل لشهر يوليو 30-45 سنتاً للبرميل عن شهر يونيو/ حزيران. وتراجعت أسعار النفط منذ أن اتفق تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها مثل روسيا، على زيادة الإنتاج بنحو مليون برميل يومياً في إبريل/ نيسان ومايو/ أيار ويونيو/ حزيران.

وقالت مصادر إنّ ثماني دول أعضاء في أوبك+، التي من المقرر أن تجتمع يوم السبت المقبل، قد تقرر رفع الإنتاج في يوليو 411 ألف برميل يومياً. وتأتي زيادات الإمدادات في الوقت الذي يواجه فيه النمو الاقتصادي العالمي مصاعب بسبب حرب الرسوم الجمركية التي أطلقتها الولايات المتحدة. ومن المقرر عقد اجتماع كامل لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، فيما يعرف باسم أوبك+، اليوم الأربعاء. غير أنه من غير المتوقع حدوث أي تغييرات في السياسة. وقالت مصادر إنه قد يتقرر رفع الإنتاج لشهر يوليو يوم السبت، عندما يجري ثمانية أعضاء في المجموعة محادثات.

وأثر ارتفاع الإمدادات على الأسعار القياسية في الشرق الأوسط هذا الشهر، حيث بلغ متوسط العلاوة الفورية لخام دبي 1.21 دولار للبرميل حتى 27 مايو/ أيار، بانخفاض 45 سنتاً عن متوسط إبريل/ نيسان. وتحدد شركة النفط الحكومية العملاقة أرامكو السعودية أسعارها للخام بناء على توصيات من العملاء وبعد حساب التغير في قيمة نفطها على مدار الشهر الماضي، استناداً إلى العوائد وأسعار المنتجات. ولا يعلق مسؤولو "أرامكو" السعودية على الأسعار الشهرية للنفط الخام في المملكة كسياسة عامة. 

وذكرت خدمة "آي إف آر" لأخبار أدوات الدخل الثابت، أمس الثلاثاء، أن "أرامكو" حددت السعر لطرح سندات مقومة بالدولار على ثلاث شرائح بقيمة خمسة مليارات دولار. وذكرت "أرامكو"، في بيان للبورصة، أنها ستستخدم "العائدات الصافية من كل إصدار من السندات للأغراض العامة" للشركة. 

وأعلنت "أرامكو"، في وقت سابق من الشهر الجاري، انخفاض أرباح الربع الأول 4.6% ، مشيرة إلى تراجع المبيعات وارتفاع تكاليف التشغيل نتيجة لحالة عدم الاستقرار الاقتصادي التي ألقت بظلالها على أسواق النفط الخام. وكانت آخر مرة لجأت فيها الشركة إلى أسواق السندات العالمية في يوليو 2024 عندما جمعت ستة مليارات دولار من بيع سندات على ثلاث شرائح.

وتسعى السعودية للحصول على تمويل في مسعى للاستثمار في صناعات جديدة وتقليل اعتماد اقتصادها على النفط بموجب رؤية 2030، وتعتمد المملكة منذ فترة طويلة على شركة أرامكو لدعم نموها الاقتصادي.

(رويترز، العربي الجديد)

قراءة المقال بالكامل