إصدارات "روتانا" لم تعد متوفرة على "سبوتيفاي"

منذ ٧ ساعات ٣١

ليست هذه المرة الأولى التي يدفع فيها الفنانون ثمن الخلافات بين شركة روتانا السعودية والمنصّات الرقمية العالمية. فقد شهدت العلاقة بين الطرفين توترات متكررة منذ أن بدأت "روتانا" محاولاتها للدخول إلى الأسواق العالمية عبر شراكات مع منصات البث، مثل "سبوتيفاي" منذ عام 2010.
أخيراً، أُزيل محتوى "روتانا" كاملاً من منصة سبوتيفاي، بسبب خلافات تتعلق بعدم التوصل إلى اتفاق جديد بشأن شروط التعاون. وبحسب المعلومات، فإن تأخر "سبوتيفاي" في الرد على شروط "روتانا" الجديدة، إضافة إلى عدم تجديد العقد من جانب المنصة السويدية، التي بلغ عدد مستخدميها أكثر من 232 مليوناً عام 2019، أدى إلى إنهاء الشراكة وحذف المحتوى.

الأساس في هذه الشراكات كان دائماً مالياً، وفق الاتفاقيات التي أبرمتها شركات تابعة للأمير الوليد بن طلال، والتي تملك "روتانا". فالشركة لا تكتفي بإنتاج المحتوى الموسيقي، بل تملك أيضاً حقوق بثه وتوزيعه، ما يمنحها سيطرة شبه كاملة على ظهور الأغاني العربية على المنصات المختلفة.

"سبوتيفاي" أصدرت بياناً مقتضباً أعلنت فيه وقف عرض محتوى "روتانا" بدءاً من الأول من يوليو/تموز الحالي، مؤكدة أن عدم تجديد الاتفاق هو السبب، من دون الخوض في التفاصيل. كذلك أشارت إلى أن المفاوضات لا تزال قائمة لإمكانية التوصل إلى اتفاق مستقبلي.

من جانبها، لم تصدر "روتانا" أي تعليق رسمي، لكن أحد مديريها أوضح في تصريح لـ"العربي الجديد" أن إصدارات الشركة لا تزال متاحة على العديد من المنصات والمواقع الأخرى، من دون أن يوضح سبب الحذف من "سبوتيفاي"، مكتفياً بدعوة الجمهور إلى متابعة الأعمال عبر منصات ومواقع أخرى.

في المقابل، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الاستياء، إذ طالب الجمهور والفنانون بتوضيحات حول حذف ألبومات كاملة، وما يترتب عن ذلك من خسائر مادية ومعنوية، خصوصاً بعد سنوات من الترويج وتحقيق ملايين المشاهدات. عدد من الفنانين أعربوا عن انزعاجهم من قرار الحذف، واعتبروا موقف "روتانا" المتجاهل للأمر وعدم اهتمامها بمردود الأعمال السابقة تصرفاً محبطاً، خصوصاً أن أغانيهم وألبوماتهم كانت تحقق نجاحاً كبيراً.

هكذا، يجد الفنانون أنفسهم اليوم ضحية صراع تجاري لا علاقة لهم به، بعد أن ارتبطوا بعقود مع "روتانا" منذ تسعينيات القرن الماضي. بينما اختار آخرون، مثل راغب علامة ونانسي عجرم، امتلاك إنتاجاتهم باستقلال، ما وفر لهم هامش حرية أكبر أمام مثل هذه الأزمات. إلى جانب ذلك، يعاني عدد من الفنانين نتيجة تعاونهم الحالي أو حتى السابق مع "روتانا"، فبعضهم ليس قادراً على نشر جديده بسبب ادّعاء الشركة حقوق ملكية هذه الأغاني، وآخرون ما زالت عقودهم تُملي عليهم ارتباطات بـ"روتانا"، أي إنّهم يمكنهم أن ينتجوا أعمالهم بمعزل عنها، لكنها ما زالت تمتلك حقوق التوزيع عبر شبكاتها والمنصات التي تتعاون معها. هكذا، يبدو أن المال هو الحَكم الوحيد في هذه المعادلة، أما الخسائر، فدائماً يدفع ثمنها الفنانون.

قراءة المقال بالكامل